فِي صَحِيح
مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: «من قَالَ
حِين يصبح وَحين يُمْسِي: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ مائَة مرّة لم يَأْتِ أحد
يَوْم الْقِيَامَة بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أحد قَالَ مثل مَا قَالَ
أَو زَاد عَلَيْهِ».
وَفِي
صَحِيحه أَيْضا عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كَانَ نَبِي الله [صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم] إِذا أَمْسَى قَالَ: «أمسينا وَأمسى الْملك لله؛ وَالْحَمْد لله، لَا إِلَه
إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء
قدير: رب أَسأَلك خير مَا فِي هَذِه اللَّيْلَة وَخير مَا بعْدهَا وَأَعُوذ بك من
شَرّ مَا فِي هَذِه اللَّيْلَة وَشر مَا بعْدهَا، رب أعوذ بك من الكسل وَسُوء
الْكبر، رب أعوذ بك من عَذَاب فِي النَّار وَعَذَاب فِي الْقَبْر» وَإِذا أصبح
قَالَ ذَلِك أَيْضا «أَصْبَحْنَا وَأصْبح الْملك لله».
وَفِي
السّنَن عَن عبد الله بن حبيب قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]:
«قل، قلت يَا رَسُول الله مَا أَقُول؟ قَالَ: قل: قل هُوَ الله أحد والمعوذتين
حِين تمسي وَحين تصبح ثَلَاث مَرَّات تكفيك من كل شَيْء» قَالَ التِّرْمِذِيّ
حَدِيث حسن صَحِيح.
وَفِي
التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
كَانَ يعلم أَصْحَابه يَقُول: «إِذا أصبح أحدكُم فَلْيقل اللَّهُمَّ بك أَصْبَحْنَا
وَبِك أمسينا، وَبِك نحيا، وَبِك نموت وَإِلَيْك النشور وَإِذا أَمْسَى فَلْيقل:
اللَّهُمَّ بك أمسينا وَبِك أَصْبَحْنَا، وَبِك نحيا، وَبِك نموت، إِلَيْك الْمصير»
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح.
وَفِي
صَحِيح البُخَارِيّ عَن شَدَّاد بن أَوْس عَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
قَالَ: «سيد الاسْتِغْفَار اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت،
خلقتني وَأَنا عَبدك، وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت، أعوذ بك من شَرّ
مَا صنعت، أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وأبوء بذنبي، فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر
الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، من قَالَهَا حِين يُمْسِي فَمَاتَ من ليلته دخل الْجنَّة،
وَمن قَالَهَا حِين يصبح فَمَاتَ من يَوْمه دخل الْجنَّة».
وَفِي
التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ لرَسُول الله [صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم] : مرني بِشَيْء أقوله إِذا أَصبَحت وَإِذا أمسيت، قَالَ: «قل
اللَّهُمَّ عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض رب كل
شَيْء ومليكه، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أعوذ بك من شَرّ نَفسِي وَشر
الشَّيْطَان وشركه، وَأَن نقترف سوءا على أَنْفُسنَا أَو نجره إِلَى مُسلم، قله
إِذا أَصبَحت وَإِذا أمسيت، وَإِذا أخذت مضجعك».
قَالَ
التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح، وَفِي التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن عُثْمَان بن
عَفَّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]: «مَا من عبد يَقُول
فِي صباح كل يَوْم وَمَسَاء كل لَيْلَة بِسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ اسْمه
شَيْء فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم ثَلَاث مَرَّات
- فيضره شَيْء» قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
وَفِيه
أَيْضا عَن ثَوْبَان وَغَيره أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: «من
قَالَ حِين يمسى وَإِذا أصبح، رضيت بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا،
وَبِمُحَمَّدٍ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] نَبيا كَانَ حَقًا على الله أَن يرضيه»
وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
وَفِي
التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن أنس أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: «من
قَالَ حِين يصبح أَو يُمْسِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَصبَحت أشهدك، وَأشْهد حَملَة
عرشك وملائكتك، وَجَمِيع خلقك أَنَّك أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَأَن
مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك، أعتق الله ربعه من النَّار، فَمن قَالَهَا مرَّتَيْنِ
أعتق الله نصفه من النَّار، وَمن قَالَهَا ثَلَاثًا أعتق الله ثَلَاثَة أَرْبَاعه
من النَّار، وَمن قَالَهَا أَرْبعا أعْتقهُ الله من النَّار».
وَفِي سنَن
أبي دَاوُد عَن عبد الله بن غَنَّام أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
قَالَ: «من قَالَ حِين يصبح اللَّهُمَّ مَا أصبح بِي من نعْمَة أَو بِأحد من خلقك
فمنك وَحدك لَا شريك لَك، لَك الْحَمد وَلَك الشُّكْر، فقد أدّى شكر يَوْمه، وَمن
قَالَ مثل ذَلِك حِين يُمْسِي فقد أدّى شكر ليلته».
وَفِي
السّنَن وصحيح الْحَاكِم عَن عبد الله بن عمر قَالَ: لم يكن النَّبِي [صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم] يدع هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات حِين يُمْسِي وَحين يصبح «اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسأَلك الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك
الْعَفو والعافية فِي ديني ودنياي وَأَهلي وَمَالِي. اللَّهُمَّ اسْتُرْ عوراتي وآمن
روعاتي، اللَّهُمَّ احفظني من بَين يَدي وَمن خَلْفي، وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي
وَمن فَوقِي، وَأَعُوذ بك أَن أغتال من تحتي».
وَعَن طلق
بن حبيب قَالَ جَاءَ رجل إِلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاء قد
احْتَرَقَ بَيْتك، فَقَالَ: مَا احْتَرَقَ؛ لم يكن الله ليفعل ذَلِك لكلمات
سَمِعتهنَّ من رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] من قَالَهَا أول النَّهَار
لم تصبه مُصِيبَة حَتَّى يصبح «اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت
عَلَيْك توكلت وَأَنت رب الْعَرْش الْعَظِيم، مَا شَاءَ الله كَانَ، وَمَا لم
يَشَأْ لم يكن، لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم، أعلم أَن
الله على كل شَيْء قدير، وَأَن الله قد أحَاط بِكُل شَيْء علما، اللَّهُمَّ إِنِّي
أعوذ بك من شَرّ نَفسِي وَمن شَرّ كل دَابَّة رَبِّي آخذ بناصيتها إِن رَبِّي على
صِرَاط مُسْتَقِيم» أهـ من الوابل الصيب.
يَقُول
الْمُؤلف مُحَمَّد بن أَحْمد: وَهَذَا الحَدِيث ذكره ابْن السّني فِي كِتَابه عمل
الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَفِي سَنَده شَيْء، وَتَمَامه كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى
فِيهِ بعد لَفْظَة " مُسْتَقِيم لم يصبهُ فِي نَفسه وَلَا أَهله وَلَا مَاله
شَيْء يكرههُ وَقد قلتهَا الْيَوْم، ثمَّ قَالَ: انهضوا بِنَا فَقَامَ وَقَامُوا
مَعَه فَانْتَهوا إِلَى دَاره وَقد احْتَرَقَ مَا حولهَا، وَلم يصبهَا شَيْء
" أهـ.
فيا أهل الْأَحْزَاب والأوراد هَل عنْدكُمْ حَدِيث
كَهَذا؟ وَهل لكم فِيمَا تَعْبدُونَ بِهِ أجر ثَابت عَن الْمَعْصُوم كَهَذا الْأجر
وَالْفضل الْعَظِيم؟ حاش وكلا فَاتَّقُوا الله أَيهَا الْمُسلمُونَ وَإِيَّاكُم
وَهَذِه الْأَهْوَاء، وَعَلَيْكُم بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله فَإِنَّهَا دين
الْإِسْلَام {وَمن يبتغ غير الْإِسْلَام دينا فَلَنْ يقبل مِنْهُ وَهُوَ فِي
الْآخِرَة من الخاسرين}.
تعليقات
إرسال تعليق