
قالت مجلة "فورين بوليسي"، إن التحالف الرباعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مع اليابان واستراليا والهند ضد الصين مصيره الفشل، ذلك أن اللعبة الإستراتيجية الكبيرة في آسيا ليست عسكرية بل اقتصادية.
ولفتت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن التعاون والحوار الأمني الرباعي بين الدول الأربعة السابقة لن يغير مسار التاريخ الآسيوي لسببين بسيطين: أولاً، أن لدى الدول الأربع مصالح ونقاط ضعف جيوسياسية مختلفة، وثانيًا، والأهم من ذلك، أن اللعبة الإستراتيجية الكبرى في آسيا ليست عسكرية بل اقتصادية.
وشددت المجلة المجلة أن أستراليا هي الأكثر عرضة للخطر، إذ يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الصين، ويفخر الأستراليون بثلاثة عقود رائعة من النمو الخالي من الركود، وحدث ذلك فقط لأن أستراليا أصبحت وظيفيًا مقاطعة اقتصادية في الصين، فبين عامي 2018-2019، ذهبت 33 في المائة من صادراتها إلى الصين، بينما ذهبت 5 في المائة فقط إلى الولايات المتحدة.
ورأت أن "هذا هو السبب في أنه لم يكن من الحكمة أن تصفع أستراليا الصين على وجهها علنًا من خلال الدعوة إلى تحقيق دولي بشأن الصين انتشار كورونا، بل كان من الحكمة والأكثر حصافة إجراء مثل هذه المكالمة على انفراد".
وقالت المجلة، إن أستراليا قد حفرت لنفسها في حفرة، فيما ستراقب آسيا كلها باهتمام لمعرفة من سيغمض عينيه في المواجهة الحالية بين أستراليا والصين.
ونقلت المجلة عن الباحث الأسترالي هيو الأبيض قوله، إن مشكلة كانبيرا هي أن الصين تمتلك معظم الأوراق. وتكمن القوة في العلاقات الدولية في الدولة التي يمكن أن تفرض تكاليف باهظة على دولة أخرى بتكلفة منخفضة لنفسها، وهذا ما يمكن أن تفعله الصين لأستراليا.
اقرأ أيضا: استعداد أمريكي لمساعدة اليابان في الدفاع عن جزر متنازع عليها
لكن الأبيض قال، "يبدو أن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون وزملاؤه لا يفهمون ذلك، ففي نوفمبر 2019 ، حذر رئيس الوزراء السابق بول كيتنغ زملائه الأستراليين من أن الرباعية لن تعمل، فيما لا تزال الهند متناقضة بشأن أجندة الولايات المتحدة بشأن الصين وستتحوط في أي نشاط ضد الصين.
وبالنسبة لليابان لفتت المجلة إلى أن تقاربا يظهر مع الصين، ولذا لم تنضم اليابان إلى أي برنامج لاحتواء الصين، في حين أن الهند شددت بوضوح موقفها تجاه الصين ومن غير المرجح أن تصبح حليفاً واضحاً للولايات المتحدة.
وبمرور الوقت، ستجعل المصالح الاقتصادية المختلفة ونقاط الضعف التاريخية للبلدان الأربعة الأساس المنطقي للمجموعة الرباعية أقل قابلية للدفاع عنه. بحسب المجلة.
وأشارت إلى ما قاله الباحث في شؤون شرق آسيا عزرا فوغل حول العلاقة بين اليابان والصين، إذ تتمتعان باتصال تاريخي بينهما منذ 1500 عام، وحافظتا على روابط ثقافية عميقة طوال معظم ماضيهما، لكن الصين، بحضارتها ومواردها العظيمة ، كانت لها اليد العليا.
وشدد فوغل أنه "إذا استطاعت اليابان أن تعيش في سلام مع الصين لأكثر من 1500 عام ، فيمكنها العودة إلى هذا النمط مرة أخرى خلال الألف عام القادمة. ومع ذلك، فإن التغييرات في العلاقة ستكون طفيفة للغاية وتدريجية، واليابان ستشير بمهارة إلى أنها تتفهم المصالح الأساسية للصين. وسوف تتكيفان ببطء وثبات".
from عربي21 https://ift.tt/36mFOkK
via IFTTT
تعليقات
إرسال تعليق