
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "هجوم الساعات الأخيرة على السفينة المملوكة إسرائيليا في بحر العرب، تمت بمساعدة الحرس الثوري الإيراني في عملية مخطط لها، وتشير لقدرات استخباراتية متقدمة، مما يعني تفاقما لاستراتيجية رد المحور الإيراني على تصرفات إسرائيل".
وأضاف رون بن يشاي بمقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "الرد العسكري الإسرائيلي سيستغرق وقتًا لجمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية قبل العملية، والاستعداد لها، ولكن لفهم ما حدث، من المهم ذكر بعض الحقائق، وأهمها أن القوى التابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي أفغانستان وباكستان، كلها تعتبر عناصر مقاومة تابعة للحرس الثوري".
وأشار إلى أن "هذه المصطلحات مهمة لفهم الهجوم على السفينة المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وقد بدأ الأمر قبل أسبوع عندما وقع هجوم إسرائيلي على حي حمص ببلدة القصير السورية، استهدف شحنة أنظمة أسلحة متطورة وحديثة من سوريا إلى لبنان، ومنذ أن سيطر حزب الله على البلدة، امتلك مخازن أسلحة ووسائل لإنتاج صواريخ أرض- أرض من سوريا إلى لبنان".
وأكد أن "الهدف من الهجوم الإسرائيلي في سوريا هو منع الشحنات التي كانت تهدف لتسليم بطاريات صواريخ دفاع جوي لحزب الله في لبنان ووسائل إنتاج صواريخ أرض - أرض دقيقة، ويحتمل أن الشحنة وصلت من إيران أو شمال سوريا لمستودعات تقع في منطقة مطار الضبعة، وأن يكون عناصر حزب الله قُتلوا في الهجوم، مما دفع الحزب للتفكير بالانتقام من إسرائيل، بلجوئه للحرس الثوري".
وأوضح أن "حزب الله يدرك أن لبنان سيعاني من ضربة ستؤدي لتفاقم محنة مواطنيه، ويعلم حسن نصر الله أن الجمهور اللبناني سيلومه إن انتقم من إسرائيل من داخل لبنان، ويخشى أنه إذا تصرف مباشرة ضد إسرائيل، فستنتهز الأخيرة الفرصة، وتضر بمصانع الصواريخ الدقيقة التي أقامها هو والإيرانيون في لبنان، لهذه الأسباب، طلب أن يقوم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالعمل نيابة عنه، والانتقام لمقتل اثنين من رجاله".
اقرأ أيضا: مقتل اثنين من طاقم سفينة شحن إسرائيلية كانت متجهة للإمارات
وأضاف أن "الهجوم الإيراني على السفينة المملوكة إسرائيليا جاءت انتقاما من ذلك، لكن الحالة الراهنة تتطلب من إسرائيل إعادة حساب المسار، لأنها قامت مؤخرًا بتغيير مسار السفن، بعد أن قرر الإيرانيون أن البحر هو الساحة التي لديهم فيها أفضل فرص النجاح".
ووضع الكاتب جملة احتمالات من بينها أن "الإيرانيين هاجموا السفينة المملوكة إسرائيليا عبر تقديم خدمات انتقامية لحزب الله، وربما استخدموا طائرة بدون طيار لضرب السفينة، أو زوارق سريعة مطلقة من البحر، أو متفجرات مثبتة على جدران السفن، وتفجيرها عن بعد، أو ألغام بحرية موضوعة على ممرات ملاحية دولية، لكنهم أثبتوا قدرتهم على إطلاق طائرات بدون طيار على بعد مئات الأميال قبالة سواحلهم".
وأكد أن "هذه العمليات تتطلب قدرات استخباراتية متقدمة لتحديد موقع السفينة، وحساب مسارها الدقيق، ومتى تطير طائرات بدون طيار، وإمكانية اصطدامها بالمتفجرات الموجودة على السفينة، لأن الطائرات بدون طيار "الانتحارية" تهاجم بدقة نحو أماكن الطاقم تحت جسر القيادة، مما يشير إلى أن الإيرانيين أطلقوا الطائرات المسيرة الهجومية ليس من أراضيهم، ولا اليمن وعمان، بل من سفينة إيرانية أكبر تبحر في المنطقة".
وأشار إلى أننا "أمام عمل بحري واضح، ومخطط له باستخدام سفينة كبيرة يديرها الحرس الثوري، وهذا يشير لعملية جيدة التخطيط منذ فترة طويلة، صحيح أن الهجمات الإيرانية في البحر لم تحصد أرواحا إسرائيلية حتى الآن، لكنها إنذار بتغير قواعد اللعبة، مما يتعين على إسرائيل تعديل ردها".
وختم بالقول أن "القراءة الإسرائيلية للهجوم الإيراني على السفينة المملوكة إسرائيليا يهدف للضغط على الولايات المتحدة، وكأنها إنذار لإدارة بايدن بأنه إذا لم يتم الوفاء بشروط إيران في الاتفاق النووي الجديد، فقد تندلع حرب في الخليج، من شأنها أن تتسبب بتعطيل استراتيجيته الدبلوماسية".
from عربي21 https://ift.tt/2WGgYur
via IFTTT
تعليقات
إرسال تعليق